وفقاً لما نقلته ولاء الصّديقة عن آية الله نجم الدين طبسي أستاذ المهدوية للبحث الخارج في حوزة قم العلمية ،في مقابلة مع وكالة فارس للأنباء حول موضوع شهادة الإمام الحسن العسكري(ع) صرّح بأنّ الإمام (ع) قال:لقد جاؤوا بي إلى سامراء لقتلي وليقطعوا نسل آل محمد (ص) ، لكنهم لن يفلحوا، فالأمر بيد الله، وهو الذي سيخيب ظنونهم.
كما أضاف: أريد هنا أن أشير إلى الهدف من وراء إحضار الإمام إلى سامراء، حيث كان وضع الإمام تحت المراقبة تحت الإقامة الجبريّة، وطبعاً فإن الإمام كان مراقباً من قبل الحكم العباسيّ، هذا الحكم الذي إن لم يكن أسوأ من الحكم العباسيّ فإنّه ليس بأقل منه أبداً، فهم يعلمون أن الخلافة ليست لهم وكانوا يخشون قيام أصحابها بإدعائها ،فيجتمع الناس عليهم ويضيع تاج الملك وسدّة الحكم من بين أيديهم.
أوضح آية الله طبسي كذلك: النقطة الأهم هي علمهم –وفقاً لما ورد من الأخبار- بأن نهاية الجبابرة ستكون على يدي إمام الزّمان (عج)، لهذا راحوا يكثرون من قتل أهل بيت رسول الله(ص)، “فسعوا في قتل اهل بيت رسول الله ،يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم”.
كما وأشار سماحته إلى علّة قتل عترة الرسول من قبل الخلفاء العباسيين : هم كانوا على علم بمهامّ صاحب الزمان(ع) في اقتلاع جذور الظلم، وبما أنهم يعلمون أنهم هم الظالمون، فإنهم كانوا في سعي حثيث لمنع ولادة المهدي، أو في حال كان قد ولد فالعمل بظنهم على قتل عدد من الأعلام علّ المهدي يكون بينهم.
أستاذ الحوزة العلمية في قم أوضح بأن: الإمام الحسن العسكري(ع) يقول: “فأبى الله ألا يكشف أمره لواحد منهم”، وبذلك فإن جيلاً بعد جيل من العباسيين والأمويين والتكفيريين مازالوا تائهين كما وجاء في كتبهم أن المهدي جاء أو ذهب!
كما وأضاف: لقد تتبعت كافة الروايات حول صاحب الزمان(ع) ، حيث ومنذ ثلاثين عاماً وهذا العمل -بعناية من الله-هو أحد مشاغلي ،ولعله لا يوجد هنالك من رواية في باب المهدوية لم أقرأها، ولذا وبعنوان شخص لديه الكم المختصر من المعلومات حول هذا الباب أقول بأن الإمام الحسن العسكري(ع) كان في حال من النشر والاعلان منذ ولادة الإمام المهدي (عج).
آية الله طبسي قال في خصوص حضور الإمام المهدي(عج) لمراسم دفن ولده(ع): لدينا شهادات عن رؤية صاحب الزمان حتى زمان شهادة الإمام العسكري(ع) ،حيث أحضر لوالده (ع) الماء، كما ورآه الجميع يصلي على والده الامام الحسن العسكري(ع)، كما وكتب الإمام الحسن العسكري (ع) إلى أهل قم رسالة، و أمر أحمد بن اسحاق القمي ببناء مسجد الإمام الحسن العسكري المقدس.
أضاف سماحته: كتب الإمام إليه برسالة “ولد لنا مولود وعن جميع الناس مكتوما”، والناس هنا برأي الحقير، مقصود بها المترصدون وليس المقربون، حيث جاء أيضاً “لأنا لم نظهر عليه” أي لن نظهر ونكشف عن ذلك إلا للمقرّبين، حيث وبعد مدة حضر اسحاق القمي إلى خدمة الإمام الحسن العسكري وقال : حين وصلت رسالتكم إلى قم، فرح بها الجميع،العبيد والاماء والجواري والكبير والصغير كلهم فرح بولادة الامام وإن كان هنالك من شكٍ فقد زال.
أستاذ المهدوية في البحث الخارج أشار فيما يخصّ نشر الإمام الحسن العسكري(ع) لخبر الوجود المقدس لصاحب الزمان (عج) إلى أنه: قد جاء أفراد من اليمن ومن مدن محيطة وبعيدة، حيث كان الإمام يطلعهم عن وجوده الشريف ويتكلم عنه مؤكّداً ولادته، وقد أورد الشيخ الطوسي اسم شخصين ينقلان بأنهما ذهبا لملاقاة الإمام الحسن العسكري(ع) ، ورأيا أن في حضرته الكثير من الناس، حيث خاطب الإمام الناس مشيراً إلى الرجلين: “هؤلاء من شيعتنا من يمن”.
كما وأتبع سماحته :على كل حال فإن الإمام كان يرسل نائبه إليهم لجمع الحقوق منهم ،حيث يقول الإمام لعثمان بن سعيد: اذهب وتكلم معهم نيابة عني و هييء أرضية الوكالة والنيابة، ثم قال عليه السلام: بعدي اشهدوا بأن عثمان لديه وكالة مني وابنه وكيل ابني المهدي.
آية الله طبسي أوضح : هنالك أمر آخر هو أن الشيخ الطوسي ينقل عن عثمان بن سعيد أننا دخلنا مجلساً، وكان فيه أربعين نفراً، وكنا خمسة، فقلت: يابن رسول الله! أأسأل؟، فقال الإمام: لا يخرجن أحد من المجلس، ثم قال: قم يا عثمان، لأخبرك ما سؤالك بل وما سؤال هذا الجمع،فقلت :نعم! يابن رسول الله، فقال: جئتم لتسألوا عن من يكون بعدي، وفي تلك الأثناء دخل غلام وجهه كأنه قطعة من القمر وكان أشبه الناس بأبي محمد، ثم قال الإمام: هذا الإمام من بعدي، فأطيعوه ولا تتفرقوا عنه، كونوا حول محور واحد. وهنا كان الإمام يريد إتمام الحجة على الناس ولكي لا يقولوا بأن الامام الحسن العسكري لم يكن له ولد، ثم قال الإمام: لن تروه بعدي حتى يطول عمر وسنين، وفي واقع الأمر فإن الإمام هنا يعبّد المسير أمام سنين من الغيبة .